القواعد القانونية الآمرة و القواعد القانونية المكملة.
تعريف القواعد الآمرة:
هي كل القواعد التي لا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفة أحكامها. مثلا :القواعد الجنائية، قواعد قانون الأسرة، القواعد دستورية و القواعد القانونية التي تحدد شكليات التقاضي.
القواعد الآمرة تقتضي المصلحة العامة للمجتمع.
تعريف القواعد المكملة:
يقصد بها تلك القواعد التي يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفة أحكامها مثلا القواعد المتعلقة ب القانون المدني والمنظمة لبعض العقود الخاصة كالبيع والإيجار والوكالة.
وهذه القواعد المكملة غالبا ما تقتضي المصلحة الخاصة للأفراد فيما بينهم.
معايير التمييز بين القاعدة الآمرة و القاعدة المكملة:
المعيار اللفظي او الشكلي:
يمكن التمييز بين القواعد الآمرة والقواعد المكملة من خلال الألفاظ المستعملة في النص، إذا كانت الألفاظ تدل على عدم جواز مخالفة الحكم الذي أتت به القاعدة، فإنها قاعدة آمرة، مثال: لا يجوز، يقع باطلا، يعاقب، لا يجب…
أما في حالة إذا كانت الألفاظ المستعملة في النص القانوني تدل على جواز الاتفاق على مخالفة أحكامه فإن هذه القاعدة تعتبر مكملة، مثلا ما لم يوجد نص خلاف ذلك، ما لم يقضي العرف او الاتفاق خلاف ذلك، ما لم يتفق على غير ذلك…
المعيار المعنوي أو الموضوعي:
يمكن التمييز بين القاعدة الآمرة و القاعدة المكملة من خلال مدى ارتباط هذه القواعد بالنظام العام أو بالمصلحة الفردية.
والنظام العام هو مجموع الأسس الاجتماعية، الأخلاقية، الاقتصادية أو السياسية المرتبطة بمجتمع معين.
تمييز القاعدة القانونية عن باقي القواعد الاجتماعية الأخرى.
القواعد القانونية والقواعد الأخلاقية:
القواعد الأخلاقية هي مجموعة من المبادئ والأفعال التي ترقى بالإنسان إلى مستوى الفضيلة ويترتب عن مخالفة هذه القواعد الاخلاقية تأنيب الضمير.
أوجه الاختلاف بين القواعد القانونية والقواعد الأخلاقية.
✅الاختلاف من حيث الهدف: تهدف القواعد الاخلاقية الى الارتقاء بالفرد الى درجة السمو في ذاته والاعتزاز بالنفس، أما بالنسبة للقواعد القانونية في هدفها حفظ نظام والاستقرار والأمن.
✅الاختلاف من حيث الجزاء: في القواعد الأخلاقية ينحصر الجزاء في رد الفعل المجتمع وتأنيب الضمير لكن في حالة القواعد القانونية يكون جزاء مادي توقعه السلطة العامة.
✅الاختلاف من حيث النطاق: القواعد الأخلاقية تنظم علاقة الفرد مع الغير وكذلك مع نفسه أما في القواعد القانونية تنظم علاقة الفرد مع الغير فقط.
أوجه التشابه بين القواعد القانونية والقواعد الأخلاقية:
القواعد القانونية و الأخلاقية تهتم معا بالتصرفات التي يقوم بها الفرد والتي لها لها علاقة مع الغير فهناك قواعد أخلاقية وكذلك قانونية تحرم الاعتداء على الآخر بالضرب، السب، سرقة أو العرض، كما أنهم قواعد اجتماعية أي لا يمكننا التحدث عن هذه القواعد الاخلاقية أو القانونية إلا في إطار الجماعة.
القواعد القانونية و القواعد الدينية:
القواعد الدينية هي مجموعة الأحكام الشرعية التي سنها الله تعالى لعباده.
أوجه الاختلاف بين القواعد القانونية القواعد الدينية:
✅الاختلاف من حيث المصدر: القواعد الدينية مصدرها إلاهي مستمدة من الوحي المنزل على الرسل والأنبياء، أما القواعد القانونية مصدرها العقل البشري.
✅الاختلاف من حيث النطاق: القواعد الدينية تشمل علاقة الناس ببعضهم البعض وكذلك علاقة الناس بربهم وعلاقه الفرد بنفسه والنوايا أما القواعد القانونية تهتم بالسلوك الخارجي وليس بالنوايا والأفكار.
✅الاختلاف من حيث الجزاء: الجزاء في القواعد الدينية يكون في الآخرة أما في القواعد قانونية يكون الجزاء دنيوي وحالي توقعه السلطة العامة.
أوجه التشابه بين القواعد القانونية و القواعد الدينية:
تتشابه القواعد الدينية مع القواعد القانونية من حيث تنظيم العلاقات الاجتماعية والمعاملات بين الأفراد وسلوكهم.
القواعد القانونية وقواعد العادات والمجاملات.
قواعد العادات والمجاملات هي مجموعة من التقاليد والمبادئ التي يتخذها الناس في علاقاتهم اليومية مثل التعزية أو التهنئه…
أوجه الاختلاف بين القواعد القانونية وقواعد العادات والمجاملات:
✅الاختلاف من حيث الغرض: تتميز القواعد القانونية بأثر قوي في الحياة الاجتماعية مقارنة مع أهداف العادات والمجاملات التي تسعى الى تهذيب سلوك الفرد في المجتمع بشكل ذاتي ولا تحتاج الى اجبار مادي لتحقيق غرضها.
✅الاختلاف من حيث الجزاء: الجزاء في القاعدة القانونية يكون جبرا ومؤثرا على مخالفي هذه القواعد خلافا للقواعد العادات والمجاملات فإن الجزاء ينحصر فقط على الاستنكار.